بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 مايو 2012

رحلة ألم

1


الثالثة صباحا كانت الساعة تشير إلى المزيد من الوقت حتى تختلس الخيوط الذهبية للظهور في سماء أرضي التي أقف عليها ، فغدا يوم مليئ بالمهام المتراكمة التي لا تمل من التتابع .

أخذت زفرات متتالية علَّ زفراتي تدخل قليلا من الهواء إلى رئتي المتعبتين .

وأخيرا حان وقت استعدادي للذهاب للعمل .


جهزت الصغار للمدرسة ، لبست وتناولت فطوري الإجباري وأخذت كومة الحبوب ، وانطلقت إلى العمل ، طوال الطريق كنت أفكر فيما سأقوم به بعد عودتي من العمل ، فالكثير ينتظرني لانجازه ،فالخادمة قد سافرت للتو عائدة إلى أهلها وأنا لا أزال في دورة العمل ولم تحن الإجازة الصيفية بعد ..

إلهي أعني ، كانت تلك تمتماتي وأنا أدخل مبتسمة إلى غرفة زميلاتي بالعمل ، ألقي التحية على هذه وتلك ، بسرعة خاطفة حتى لا تلتفت أي منهن إلى هالاتي السوداء التي ازدادت اسودادا بعد أرق تلك الليلة ..

الجميع كان يتحدث ويمزح ، وبين ضحكات الزميلات كنت أحاول أن أجاري الوضع بالضحك الذي كان هستيريا نوعا ما.

شعوري بأن الدنيا من حولي تمووج لم يكن شعورا وقتيا .. بل انه استمر حتى اضطررت أن أعبر عنه

وأسال إحداهن أشعر بدوران .. لا استطيع فتح عيناي .. ماالسبب ياترى ؟

وما إن أكملت جملتي حتى وقعت أرضا ..

كان الموقف أشد عليهن ، لأنهن لم يتوقعنه .. فجأة السقوط كانت أكبر !!

محاولاتهن لأن أفتح عيني أو أن أتكلم ..

كل ذلك كان وأنا أعي ما يدور حولي ولكن !

لا أستطيع أن أنطق !! أغمض عيني كي لا تموج بي الدنيا ..

بدأت أشعر بتنميل أطرافي اليسرى، وثقل لساني ، فلم تكن محاولاتي المريرة للنطق تنبأ بنجاح ..

ركبت سيارة الإسعاف ،ترافقني أختي الكبرى بدموعها التي لم تتوقف ، وكان الممرض يحاول أن يخفف عني بمزاحه وأسئلته المتناثرة لمحاولة معرفة ما حدث وسببه ، لكن دون جدوى !

كنت ابتسم وعيناي تدمعان بغزارة غريبة ..كنت أريد أن أخفف عن أختي فلا أطيق احتمال رؤيتها تتألم ..

وصلنا المستشفى ، نقلت على سرير وبسرعة تم تركيب المغذي ، وجاء الطبيب ليعاين الحالة ، لكنه وللأسف لم يستطع أن يعرف ما هي !

فتركني معنفا الممرضة ، لا تستدعيني حتى تستطيع المريضة الحديث !!

مرت نصف ساعة ، كان والدي قد وصل وزوجي وأختي لاتزال تبكي من خلف الستار ..

الكل يسأل ولا أحد يعرف الجواب ..

جاء أبي وبلمسة حنان معتادة أخذ يمازحني دون أن يسأل ما بي ,,

كانت يده كفيلة بالتخفيف عني .. كنت أحدثه دون أن أنطق ..عيناي كانتا تتبعانه تقول مالا يُقال ..

وبعد مدة جاء الطبيب من جديد وأخذ يسألني .. طلبت ورقة وقلم ..

أردت أن أوضح بأن الأمر ليس له علاقة بخلاف بيني وبين زوجي أو خلاف في العمل .. كما ادعا البعض ..

أردت أن أجيب عن الأسئلة التي يكررونها ..

وماذا بعد ..انقضت نصف ساعة كنت مشلولة بشكل نصفي .. دون أن أنطق ..

وبعد أن استيقظت من ذالك النوم العميق الذي أدخلني فيه الدكتور ..قسرا بحقنه لي الوريد بمخدر ..

بدأت أتحدث ..

ولله الحمد كانت فرحتهم لا توصف ..

رغم الخوف البادي على صفحات وجوههم ..

حمدت الله ألف مرة .. وبدأت كعادتي ابتسم ..

عدنا للمنزل .. وكان شريط ماحدث يتكرر دون توقف ..

فضلت أن آخذ قسطا من الراحة من جديد بتناولي المهدئ فنمت ..

قرر والدي أخذي لإجراء فحوصات في الدماغ .. الأذن .. ووو ، فتوالت زياراتي للمستشفيات ...

وفي كل مرة ... لا يوجد شيء

مرت أيام ثلاثة ... أقضي فيها معظم وقتي في السرير..

لا ألتقي بأحد إلا وقت إعطاؤهم لي الوجبة ..

فضل زوجي أن يوفر أقصى حالات الهدووء في المنزل .. كان يأخذ الأطفال ويخرج بهم ..



الحمد لله تماثلت للشفاء .. ولكن مم لا أدري !



وكانت الرحلة للأردن ... للبحث عن سبب المرض ...


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الله يشافي كل مرضانا ويمن عليهم بالصحة والعافية ..!!